فالحل إذن في مقاومة هذا الداء، وتجفيف منابعه أولًا بأول، بمعنى أننا لن نستطيع أن نغلق الباب أمام العُجب إلا من داخلنا وليس من خارجنا ..
هذه واحدة، والثانية أن مخالطة الناس تكشف للفرد الكثير من عيوبه، وتنبهه إلى أشياء لم تكن تخطر له على بال.
ولكن هذه المخالطة - كما مر علينا - ينبغي أن تكون في الخير لا في الشر.
النقطة الثالثة أننا لسنا مخيرين في ترك الناس، فوضع الأمة الإسلامية في هذا العصر، وما حدث لها من تفكك وتشرذم، واستعلاء أعدائها عليها، وتحكمهم فيها .. هذا كله يستوجب العمل للإسلام، ومخالطة الناس ودعوتهم إلى الله، ومساعدتهم في تغيير ما بأنفسهم ليغير الله ما بنا وبهم، ويصرف عنا عذابه الذي حاق بنا ..
تخيل أننا جميعًا قد تركنا الناس، وانصرف كل منا إلى شأنه الخاص؟!
من ياترى سيقف أمام المخطط الصهيوني الرامي إلى محو شخصية المسلمين وهويتهم والقضاء عليهم؟!
من سيقف أمام العلمانيين الذين يريدون فصل الدين عن الحياة؟!
من سيواجه حملات التبشير الصليبي التي تتوالى على المسلمين في أفريقيا وآسيا، ونجحت بالفعل في تنصير العديد منهم ...
من للغافلين .. من للشاردين من المسلمين هنا وهناك؟!
من هنا يتضح لنا أن عملنا للإسلام لا ينبغي أن يكون على حساب عملنا مع أنفسنا، كما أن عملنا مع أنفسنا لا ينبغي أن يكون على حساب عملنا للإسلام.