والاستفهام في الآية استنكاري، أي: ألا ترى إلى قباحة شأنهم إذ يمدحون أنفسهم، ويعبرون عن إعجابهم بها ورضاهم عنها؟! (?).

إذن فنسظل في جهاد مع أنفسنا حتى الموت، وكما قال أحد الصالحين: يموت المؤمن وسيفه يقطر دما.

كيف نتعامل مع أنفسنا؟

من هنا يتضح لنا - كما يقول الماوردي -: أنه لابد من تأديب النفس، فإن أغفل تأديبها تفويضًا إلى العقل، أو توكلًا على أن تنقاد إلى الأحسن بالطبع: أعدمه التفويض درك المجتهدين، وأعقبه التوكل ندم الخائبين (?).

وأولى مقدمات أدب الرياضة:

أن لا يسبق إلى حسن الظن بنفسه، فيخفى عليه مذموم شيمه، ومساوئ أخلاقه، لأن النفس بالشهوات آمرة، وعن الرشد زاجرة (?).

فإن كان الأمر كذلك فلابد إذن من القيام بمثل هذه الأعمال:

1 - سوء الظن الدائم بالنفس ودوام الحذر منها.

2 - إلجامها بلجام الخوف لتسهل قيادتها.

3 - مقاومة إلحاحها للإعجاب بها.

4 - محاسبتها.

5 - دوام التوبة.

1 - سوء الظن بالنفس:

فعلينا ألا نركن لأنفسنا أو نحسن الظن بها، فهي لن تأمرنا بخير، ولتأكيد هذا المعنى: علينا بتتبع خواطر النفس وحديثها لنا بتضييع أو تأخير القيام بحق من

طور بواسطة نورين ميديا © 2015