شكل 6 - 3: محراب جامع قرطبة (من تصوير مورفي).

اختلافا بينا، وأن العناصر الكثيرة التي أدى تمازجها إلى ظهور ذلك العرق كانت في أحوال تؤدي إلى تكوينه تكويناً مطابقاً لما ذكرناه في فصل سابق عن فعل البيئة والتوالد.

ولا أبحث هنا في تاريخ ملوك العرب أو البربر الذين ملكوا إسبانية ثمانمائة سنة، وإنما أوجز أهم الحوادث السياسية التي وقعت في تلك المدة الطويلة إيجازاً يكفي لفهم هذا الفصل: كانت إسبانية، التي تم فتحها في سنة 711 م، تابعة الخلفاء دمشق حتى سنة 756 م، وكان ينوب عن هؤلاء الخلفاء أمراء في شؤون حكمها، فلما كانت سنة 756 م انفصلت إسبانية عن خلافة المشرق، وقامت فيها دولة مستقلة عرفت في التاريخ بخلافة قرطبة التي أصبحت عاصمة لها.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015