ويقال: إن محمداً كان قليل التعليم ونرجح ذلك، وإلا لوجدت في تأليف القرآن ترتيباً أكثر مما فيه، ونرجح أيضاً أن محمداً لو كان عالماً ما أقام ديناً جديداً، فالأمميون وحدهم هم الذين يعرفون كيف يدرك أمر الأميين.

وكان محمد عظيم الفطنة سواء أكان متعلماً أم غير متعلم، وتذكرنا حكمته بما عزته كتب اليهود إلى سليمان.

شاءت الأقدار أن يكون محمد، وقد كان شاباً، حكماً بين أقطاب قريش الذين كادوا يقتتلون، حين اختلفوا في من يضع في أحد جوانب الكعبة ذلك الحجر الأسود الشهير الذي كان العرب يعتقدون أن ملكاً جاء به من السماء إلى إبراهيم، فقال محمد الشاب أمام الخصوم الذين أوشكوا أن يلجأوا إلى السلاح: «هلم إلى ثوبا»، فأتي به فنشره، وأخذ الحجر الأسود، ووضعه بيده فيه، ثم قال: «ليأخذ كبير كل قبيلة بطرف من أطراف هذا الثوب»، فحملوه جميعاً إلى ما يحاذي موضع الحجر من البناء، ثم تناوله محمد من الثوب ووضعه في موضعه، وانحسم الخلاف.

وضعف محمد الوحيد هو حبسه الطارئ للنساء، وهو الذي اقتصر على زوجته الأولى حتى بلغ الخمسين من عمره، ولم يخف محمد حبه للنساء فقد قال: «حبب إليَّ من دنياكم ثلاث: الطيب، والنساء، وجعلت قرة عيني في الصلاة.»

ولم يبال محمد بسن المرأة التي يتزوجها، فتزوج عائشة وهي بنت عشر سنين، وتزوج ميمونة وهي في الحادية والخمسين من سنيها.

وأطلق محمد العنان لهذا الحب، حتى إنه رأى اتفاقاً زوجة ابنه بالتبني وهي عارية، فوقع في قلبه منها شيء، فسرحها بعلها ليتزوجها محمد، فاغتم المسلمون، فأوحي إلى محمد، بواسطة جبريل الذي كان يتصل به يومياً، آيات تسوغ ذلك، وانقلب الانتقاد إلى سكوت.

وتزوج محمد أربع نسوة في سنة واحدة، وبلغ عدد من تزوجهن خمس عشرة امرأة، واجتمع منهن إحدى عشرة في وقت واحد، وقد يرى الأوربي أن هذا العدد كبير، ولكن الشرقيين لا يرون إفراطاً فيه ما رأوا أنه يمكن النبي أن يتزوج نساء أكثر من أولئك لو سمح لنفسه أن يسير على غرار الملك سليمان العظيم الذي هو أكثر ملوك التوراة حكمة.

ولم يثبت، تماماً، وفاء زوجات محمد الكامل له، ويظهر أن محمداً لاقي من المكاره الزوجية ما يندر وجوده عند الشرقيين ويكثر وقوعه لدى الأوربيين، وكانت عائشة موضوع قلق له على الخصوص، وأصبحت ذات مرة موضع قالة سوء فشهد بعصمتها

طور بواسطة نورين ميديا © 2015