عَنْ عُمَرَ بنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قال: "بينما نحن جلوس عن النبي صلى الله عليه وسلم
ـــــــــــــــــــــــــــــ
عمر بن الخطاب رضي الله عنه وهو مشهور على ألسنة بعض العلماء والوعاظ بحديث جبرائيل عليه السلام؛ لأنه يقوم على أسئلة وجهها جبرائيل عليه السلام إلى النبي صلى الله عليه وسلم عندما جاءه على صورة رجل، وهو حديث عظيم جليل القدر بروايات متعددة وألفاظ مختلفة مع أن القصة واحدة1.
يقول ابن دقيق العيد رحمه الله في "شرحه على الأربعين النووية": "هذا حديث عظيم قد اشتمل على جميع وظائف الأعمال الظاهرة والباطنة، وعلوم الشريعة كلها راجعة إليه ومتشعبة منه لما تضمنه ن جمعه علم السنة فهو كالأم للسنة كما سميت الفاتحة أم القرآن لما تضمنته من جمعها معاني القرآن"2.
قوله: "عَنْ عُمَرَ بنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قال: بينما نحن جلوس عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: "بينما"، "بين": ظرف زمان متضمن معنى الشرط، له ثلاث استعمالات، فيستعمل بدون ألف فيقال: "بين" بباء وياء ونون، تقول: جلست بين زيد وعمرو، ويستعمل بالألف بعد النون "بينا"، والاستعمال الثالث بالألف بعد النون بزيادة ما "بينما"، و"ما" هذه زائدة كافة عن الجر؛ لأن "بين" تجر ما بعدها؛ لأنها تضاف إليه، فإذا دخلت عليها "ما" كفتها عن العمل. ولهذا وقع بعدها الضمير "نحن" وهو لا يكون في محل جر.