يقول (?): «والحقيقة أن أوروپاتعرفت على المؤلفات الدينية والكلامية المعادية للإسلام في نموذجها البيزنطي بالدرجة الأولى».

ويقول إدوارد سعيد (?): «ومن أمثال هذه المفاهيم الخاطئة وغيرها تشكلت حلقة لم تنكسر في يوم من الأيام بالانفتاح على الخارج، إذ اعتبروا أن المفهوم المسيحي للإسلام متكامل وكاف بذاته، وأصبح الإسلام صورة، إذ لم تعد وظيفتها تكمن في تمثيل الإسلام في ذاته بقدر تمثيله لعيون المسيحيين في العصور الوسطى».

ويقول أيضًا (?): «وقد تدعمت هذه الصورة الصارمة للإسلام بعدة سبل كان من بينها ضروب بالغة التنوع من الشعر، والمجادلات العلمية، والخرافات الشعبية». ثم ينقل عن المؤرخ الإنجليزي ريتشارد سَذِرْن Richard Southern (1912 - 2001 م) قوله (?): «وأبرز ما يتجلى لنا هو عجز أي نظام من هذه النظم الفكرية (المسيحية الأوروپية) عن تقديم تفسير مقنع ومُرضٍ للظاهرة التي تحاول تفسيرها (الإسلام)، بل وعجزها إلى درجة أكبر عن التأثير بصورة حاسمة في مجرى الأحداث في دنيا الواقع». ثم يُعقِّب - سعيد - قائلًا (?): «ولم يتغير على مر الزمن إلا مصدر هذه الأفكار الغربية، والنرجسية إلى حد ما، عن الشرق، دون أن يتغير طابعها. وهكذا انتشر الاعتقاد في القرنين الثاني عشر والثالث عشر بأن بلاد العرب تقع على حافة العالم المسيحي، وأنها ملجأ طبيعي للزنادقة الخارجين على القانون، وأن محمدًا [- صلى الله عليه وسلم -] كان مرتدًا ماكرًا، وكان القرن الثاني عشر يرى أن الباحث المستشرق، أي المتخصص العالِم، كان من يُركَن إليه لإيضاح أن الإسلام لا يزيد في الواقع عن بدعة أريوسية من الدرجة الثانية» اهـ (?).

...

طور بواسطة نورين ميديا © 2015