ويخفي خبرها، ولا يؤذن أحدًا بمرضها، ففعل ذلك وكان يمرضها بنفسه، وتعينه على ذلك أسماء بنت عميس رحمها الله على استمرار بذلك، كما وصت به» (?).

وكان علي يقول في أيام خلافته عن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما - حيث لم يكن هناك ضرورة للتقية -: «لله بلاء فلان، فقد قوَّم الأود، وداوى العمَد وخلَّف الفتنة، وأقام السُنَّة، ذهب نقيَّ الثوب، قليلَ العيب، أصاب خيرها وسبق شرها، أدى إلى الله طاعته، اتقاه بحقِّه، رحل وتركهم في طُرُقٍ متشعِّبة لا يهتدي بها الضال ولا يستيقن المهتدي» (?)، يقول ابن أبي الحديد (?): «وفلان المكنى عنه عمر بن الخطاب، وقد وجدت النسخة التي بخط الرضي أبي الحسن [359 - 406هـ] جامع نهج البلاغة وتحت (فلان) عمر، حدثني بذلك فخار بن معد الموسوي الأودي الشاعر، وسألت عنه النقيب أبا جعفر يحيى بن أبي زيد العلوي فقال لي: هو عمر، فقلت له: أيثني عليه أمير المؤمنين - عليه السلام - هذا الثناء؟ فقال: نعم، أما الإمامية فيقولون: إن ذلك من التقية واستصلاح أصحابه».

ويقول علي - رضي الله عنه - أيضًا في إحدى خطبه: «وولِيَهُم والٍ، فأقامَ واستقامَ حتى ضرب الدِّين بجِرانهِ» (?)، قال الميثم البحراني (636 - 679هـ) (?): «إن الوالي هو عمر بن الخطاب ... وضربه بجِرانهِ كناية بالوصف المستعار عن استقراره وتمكنه كتمكن البعير البارك من الأرض» اهـ.

كذلك فلقد زوج علي ابنته أم كلثوم من عمر - رضي الله عنهم -، كما ذكر الطوسي عن جعفر عن أبيه - عليه السلام - قال: «ماتت أم كلثوم بنت علي - عليه السلام - وابنها زيد بن عمر بن الخطاب في ساعة واحدة لا يدري أيهما هلك قبل، فلم يورث أحدهما من الآخر، وصلى عليهما جميعًا» (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015