سرِّي! أتدرون لماذا؟ لأنه إذا اطَّلع أحد على هذا الخط يظهر الكذب، لأنه سيختلف الخط من عثمان العمري إلى ولده محمد إلى الحسين النوبختي إلى محمد السيمري، لأنه لا يوجد مهدي أصلًا (?).
والفائدة التي حصل عليها الذين يتزعمون مذهب الشيعة الإمامية أنهم باسم الإمام يحكمون الناس ويولون أمورهم من غير أن يستطيع أحد الاعتراض عليهم، وكأن ما جاء في هذه (الرقاع) المزورة أبلغ من نصوص الإسلام عندهم .. روى ابن بابويه القمي عن محمد بن يعقوب الكليني عن إسحاق بن يعقوب قال: «سألت محمد بن عثمان العمري أن يوصل لي كتابًا قد سألت فيه عن مسائل أشكلت علي»، فجاءه الرد بالآتي: «وأما الحوادث الواقعة فارجعوا فيها إلى رواة حديثنا، فإنهم حجتي عليكم، وأنا حجة الله، وأما محمد بن عثمان العمري فرضي الله عنه وعن أبيه من قبل، فإنه ثقتي وكتابه كتابي» (?). وحجة الله هو الذي عينه الله للقيام بأمور المسلمين، فتكون أفعاله وأقواله حجة على المسلمين يجب إنفاذها.
كثرت أسئلة العوام عن المهدي وسبب تأخره، وكان النواب في بادئ الأمر يتحججون أن تأخره كان بسبب البداء، فقالوا: «إنه لا يمتنع أن يكون الله تعالى قد وقَّت هذا الأمر في الأوقات التي ذكرت، فلما تجدد ما تجدد تغيرت المصلحة واقتضت تأخيره إلى وقت آخر» (?)، وقالوا: «فلما أن قتل الحسين صلوات الله عليه اشتد غضب الله تعالى على أهل الأرض، فأخره إلى أربعين ومائة، فحدثناكم فأذعتم الحديث فكشفتم قناع الستر، ولم يجعل الله له بعد ذلك وقتًا عندنا» (?)، ثم بدأت الناس تتشكك وترتاب