بعد الفرقة»، وقال (?): «فلما استقرت الخلافة لمعاوية كان الحسين يتردد إليه مع أخيه الحسن فيكرمهما معاوية إكرامًا زائدًا ويقول لهما: مرحبًا وأهلًا، ويعطيهما عطاء جزيلًا».
وقد ذكر رحمه الله أنه «لما جاء خبر قتل علي إلى معاوية جعل يبكي، فقالت له امرأته: أتبكيه وقد قاتلته؟ فقال: ويحك إنك لا تدرين ما فقد الناس في الفضل والفقه والعلم. وفي رواية أنها قالت له: بالأمس تقاتلنه واليوم تبكينه؟» اهـ (?).
وهذا يدفعنا أن نذكر على عجالة بعض مناقب أمير المؤمنين معاوية رضي الله عنه وعن أبيه، ليتبين لنا ما يفعله المبطلون من تشويه للحقائق وقلب للأمور رأسًا على عقب:
قال ابن كثير رحمه الله: «قال ابن عساكر: وأصح ما روي في فضل معاوية حديث أبي جمرة عن ابن عباس، أنه كان كاتب النبي - صلى الله عليه وسلم - منذ أسلم، أخرجه مسلم في صحيحه، وبعده حديث العرباض: "علِّم معاوية الكتاب"، وبعده حديث ابن أبي عميرة: "اللهم اجعله هاديًا مهديًا"، قلت: وقد قال البخاري في كتاب المناقب: ذكر معاوية بن أبي سفيان: حدثنا ابن مريم ثنا نافع بن عمر ثنا ابن أبي مليكة: قال: قيل لابن عباس: هل لك في أمير المؤمنين معاوية؟ ما أوتر إلا بواحدة، قال: أصاب، إنه فقيه (?)، وسُئِل عبد الله بن المبارك: أيهما أفضل، معاوية أم عمر بن عبد العزيز؟ فقال: لتراب في منخري معاوية مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خير وأفضل من عمر بن عبد العزيز، وقال أيضًا: ماذا أقول في رجل قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، سمع الله لمن حمده، فقال معاوية: ربنا ولك الحمد، وسُئِل المعافى بن عمران: أيهما أفضل، معاوية أم عمر بن عبد العزيز؟ فغضب وقال للسائل: أتجعل رجلًا من الصحابة مثل رجل من التابعين، معاوية صاحبه وصهره وكاتبه وأمينه على وحيه (?).