الخلافة] فأرادك المنافقون أن تخلع قميصك الذي قمصك الله فلا تخلعه» (?).
وروى ابن عساكر (ت. 571هـ) في تاريخه عن نافع قال (?): «دخل ابن عمر على عثمان وعنده المغيرة بن الأخنس، فقال: انظر ما يقول هؤلاء، قال: يقولون: اخلعها ولا تقتل نفسك، فقال ابن عمر: إذا خلعتها أمخلَّد أنت في الدنيا؟ قال: لا، قال: فإن لم تخلعها هل يزيدون على أن يقتلوك؟ قال: لا، قال: فهل يملكون لك جنة ونارًا؟ قال: لا، قال: فلا أرى لك أن تخلعها، ولا أرى لك أن تخلع قميصًا قمَّصه الله، فتكون سُنَّة، كلما كره قوم إمامهم أو خليفتهم خلعوه».
وروى أحمد في مسنده عن مسلم أبي سعيد مولى عثمان بن عفان أن عثمان - رضي الله عنه - أعتق عشرين مملوكًا ودعا بسراويل فشدها عليه ولم يلبسها في جاهلية ولا إسلام وقال: إني رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - البارحة في المنام ورأيت أبا بكر وعمر رضي الله عنهما وإنهم قالوا لي: اصبر فإنك تفطر عندنا القابلة، ثم دعا بمصحف فنشره بين يديه فقُتِل وهو بين يديه (?)، وسقطت قطرة من دمه على المصحف على قوله تعالى: {فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} (?)، قال أحمد: «قالت عمرة: فما مات منهم رجل سويًا» اهـ (?).
وقد يقول قائل: كيف قُتِل عثمان وبالمدينة جماعة من كبار الصحابة - رضي الله عنهم -؟؟
وقد أجاب ابن كثير رحمه الله عن هذا موضحًا ما يلي (?):
أولًا: أن كثيرًا منهم بل أكثرهم أو كلهم لم يكن يظن أنه يبلغ الأمر إلى قتله، فإن أولئك الأحزاب لم يكونوا يحاولون قتله عينًا، بل طلبوا منه أحد أمور ثلاثة: إما أن يعزل نفسه، أو يسلم إليهم مروان بن الحكم (?)، أو يقتلوه، فكانوا يرجون أن يسلم إلى الناس