من رسائل تؤلب الناس على عثمان، كما قالت عائشة رضي الله عنها: «لا والذي آمن به المؤمنون وكفر به الكافرون ما كتبت لهم سوداء في بيضاء حتى جلست مجلسي هذا» (?).

ووجد الأعراب عثمان مقدِّرا للحقوق، بل وناظرهم فيما نسبوا إليه، وردَّ عليهم افتراءهم، وفسَّر لهم صدق أعماله حتى قال أحدهم وهو مالك الأشتر النخعي: «لعله قد مكر به وبكم» (?).

لكن لم يقف الأمر عند المناظرة، بل كان السبئية ينوون تنفيذ خطتهم على مراحل، فهم قصدوا في تلك المرحلة أن يذكروا لعثمان أخطاء له يقرُّونه بها، ويزعمون بعد ذلك للناس أنه لم يخرج عنها، وأنه لم يتب، فيحلَّ لهم بذلك دمه، فرجعوا بعد مناظرتهم لعثمان إلى أمصارهم وتواعدوا أن يعودوا إلى المدينة في شوال سنة (35هـ/655م)، أي في السنة نفسها (?).

روى الطبري بسنده عن أبي سعيد مولى أبي أسيد الأنصاري قال (?): «... ثم رجع الوفد المصريون راضين (?)، فبينا هم في الطريق إذا هم براكب يتعرض لهم ثم يفارقهم، ثم يرجع إليهم ثم يفارقهم ويتبينهم (?)، قالوا له: ما لك، إن لك لأمرًا! ما شأنك؟ فقال: أنا رسول أمير المؤمنين إلى عامله بمصر، ففتشوه فإذا هم بالكتاب على لسان عثمان عليه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015