الفتن، وهذا ما أخبر به حذيفة - رضي الله عنه - حينما سُئل «من الباب؟ قال: عمر» (?). فبمقتله - رضي الله عنه - على يد أبي لؤلؤة فيروز المجوسي لعنه الله (?)، خرجت إلينا فتن كقطع الليل المظلم، يصبح الرجل فيها مؤمنًا ويمسي كافرًا، ويمسي مؤمنًا ويصبح كافرا (?)، فتن القاعد فيها خير من القائم، والقائم خير من الماشي، والماشي خير من الساعي (?)،
فتن يرقق بعضها بعضا، وتجيء الفتنة فيقول المؤمن: هذه مُهْلِكَتي! ثم تنكشف، ثم تجيء فتنة فيقول المؤمن: هذه هي، فمن أحب أن يزحزح عن النار ويدخل الجنة فلتأته منيته وهو يؤمن بالله واليوم الآخر (?).
كعب الأحبار، أبو إسحاق، هو - كما يذكر الذهبي - «كعب بن ماتع الحِمْيَريُّ اليماني العلامة الحبر، الذي كان يهوديًا فأسلم بعد وفاة النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقدم المدينة من اليمن في أيام عمر - رضي الله عنه -، فجالس أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم -، فكان يحدِّثهم عن الكتب الإسرائيلية، ويحفظ عجائب، ويأخذ السنن عن الصحابة. وكان حسن الإسلام، متين الديانة، من نبلاء العلماء ... توفي بحمص ذاهبًا للغزو في أواخر خلافة عثمان - رضي الله عنه -،