ونلخص هذه النقطة بالقول: أنه كفانا حجة أن الله تعالى من أسمائه - عز وجل - {السَّلَامُ} (?)، وأن من أقبح الأسماء لديه اسم «حرب» (?)، وكما يقول أهل العلم: أن الشارع الحكيم - سبحانه وتعالى - قد أوجب علينا كأفراد اتِّباع الشرع والإيمان بالقدر، وليس ترك الشرع والاحتجاج بالقدر.
أما الأمر الرابع: فهو أن إعمال هذه البنود ما لبث أن أظهر إشكالية بين الحوار والبشارة، الأمر الذي ألجأهم إلى بعض المناورات السياسية من أجل إمضاء الأهداف التبشيرية الرئيسة التي ابتدعها پولس مخرجًا دعوة المسيح من الخصوص إلى العموم بقوله على لسان عيسى - عليه السلام - كما في متَّى: «اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمِّدوهم باسم الآب والابن والروح القدس» (?)، وقد قال عنه ربنا - جل جلاله -: {وَرَسُولًا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ} (?)، وكما يذكر إنجيل متَّى قول الرب: «يا بيت لحم، أرض يهوذا، ما أنتِ الصُغرى في مدن يهوذا، لأن منكِ يخرج رئيس يرعى شعبي إسرائيل» (?)، بل وكما وصاهم المسيح بعدم الخروج إلى الأمم بقوله: «لا تقصدوا أرضًا وثنية ولا تدخلوا مدينة سامرية. بل اذهبوا إلى الخراف الضالة من بني إسرائيل» (?).
ولا بأس أن ندلل على قولنا بالآتي؛ فلقد أخبرنا ربنا العليم الخبير فقال: {وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي