النافذة، عندما يحدث ذلك بهذه العلانية (المجهولة في المشرق العربي على الأقل) فإن السياسة الخارجية للولايات المتحدة في الشرق الأوسط تصبح مجرد ترجمة لهذا المفهوم الإنجيلي المتهود للمسيحية» اهـ.
ومردّ ذلك في حقيقة الأمر إلى مدى اقتراب الإيفانجليكيين من سدة الحكم، وكما يذكر چون ميكلثوايت وأدريان وولدريدچ (?) «كانت حقبة ريجان بمثابة المرة الأولى التي يكون أحدهم فيها في البيت الأبيض، وهو إحساس لم يتكرر حتى حلول إدارة چورچ بوش الابن».
يقول ميكلثوايت وولدريدچ: «حتى أواسط السبعينات، كانت صلات المسيحيين الإفانجليكيين بالديمقراطيين أوثق من صلاتهم بالجمهوريين. فاتجهت أصوات أغلبية الإيفانجليكيين لچيمي كارتر في سنة 1976م. إلا أن انحراف الديمقراطيين جهة اليسار أثار حفيظة الإيفانجليكيين ... وكان كارتر أثار حفيظة عدو عنيد؛ فالديانة الإيفانجليكية كانت تتقدم ... وكان الإيفانجليكيون بداية يقاومون إغراء التدخل في عالم قيصر (العالم الأرضي). وفي أوائل السبعينات، أخذ القسس يعظون الناس بأهمية الخلاص الفردي لا العمل الجماعي. كان چيري فالويل يقول: "ليس مطلوبًا من الوعاظ أن يكونوا ساسة، بل روحانيين". إلا أن فالويل وجماعته وجدوا أنفسهم يتورطون شيئًا فشيئًا في عالم السياسة بعد أن استفزتهم الدوامة التي تجر البلاد لأسفل. يقول فالويل: "الشيطان حشد قواه لكي يدمر أمريكا، وأراد الرب أصواتًا ترتفع لتخلص الشعب من الاضمحلال الخلقي الروحي" ... وفي 1979م، أضفى المحافظون واليمين الديني صفة رسمية على الرباط الذي جمعهما» اهـ (?).