وفي الأوساط الدينية غير الصهيونية انطلق الصوت الجديد من الولايات المتحدة، موطن زعيم حركة (الحاباد Chabad)، الحاخام مناحم مندل شنيرسون Menachem Mendel Schneerson [1902 - 1994 م] بالقول: "صحيح أن دولة إسرائيل بوصفها كيانًا صهيونيًا تعبير عن الكفر والتمرد على إرادة الله، ولذلك فهي بالتأكيد ليست تعبيرًا عن الخلاص. لكن، ومن ناحية أخرى، فإن أرض إسرائيل بسيادة يهودية تنطوي على معان ذات أهمية". ولذلك تدعو هذه الحركة إلى عدم التنازل عن أيٍّ من الأراضي التي احتُلت عام 1967م، وذلك من منطلق أحكام الشريعة الدينية» (?).

كما رأى أتباع الحاخام إبراهام كوك (?) أنه «حتى إن كان العَلْمانيون يستوحون أفكارهم من القومية والاشتراكية الأوروپية، من وجهة نظر عالمية موضوعية، فإن روح أعمالهم مستوحاة من الإرادة الإلهية التي يخفيها الحافز العَلْماني الظاهر. وحتى إن أرادوا أن ينفوا نهائيًا قدوم المسيا مرة أخرى، فإن أعمالهم كانت تعجل بقدومه دون أن يعلموا ذلك؛ حيث كانوا يطبقون الخطة الإلهية. وكان يتعين على اليهودية الدينية أن تتخلل القومية العَلْمانية الملحدة إلى البريق الإلهي في قلب الصهيونية. فروح الله هي روح إسرائيل (القومية اليهودية)» (?).

ولقد تلي ذلك انحسار تدريجي للأصوات اليهودية المناهضة للصهيونية ..

يقول المسيري (?): «وقد تم في نهاية الأمر استيعاب الغالبية الساحقة من يهود

طور بواسطة نورين ميديا © 2015