الوزراء ولوزارة الخارجية ولوزارة المستعمرات ولوزارة الحربية ولوزارة شئون الهند، أن يكتشف بدون عناء أن السياسة البريطانية، لم يكن في نواياها ولا في خططها ما يشير إلى أنها تريد أن تفي بكل التعهدات التي قطعتها على نفسها أثناء الحرب. يستوي في ذلك تلك العهود التي اتفقت عليها مع فرنسا بمقتضى اتفاقية سايكس-پيكو، أو تلك التي أعطتها لقيادات الثورة العربية في ذلك الوقت».

ويقول مايكل پريور (?): «تعارضت مبادرات إنجلترا للوفاء بضمانات استقلال الدول العربية بعد الحرب، مع بنود معاهدة سايكس-پيكو؛ حيث وقعت إنجلترا في مأزق مأساوي تمثل في مساندتها للقضية الصهيونية - وفي الوقت ذاته - وعودها بضمان حقوق السكان الأصليين الفلسطينيين» اهـ.

وأمام تصاعُد الرفض (العربي/الإسلامي) للسياسة البريطانية في فلسطين وللإرهاب الذي تمارسه المنظمات الصهيونية، ولمواجهة الانتفاضات المتتالية، أوفدت بريطانيا عدة لجان لدراسة الأوضاع في فلسطين واقتراح حلول لمشكلتها، ودرجت الحكومة البريطانية أيضًا، خلال فترة الانتداب، على إصدار (الكتب البيضاء) لمعالجة الأوضاع المتفجرة في فلسطين (?).

وكان منها الكتاب الأبيض الصادر في أكتوبر 1930م، والمعروف باسم (كتاب پاسفيلد الأبيض Passfield White Paper)، وقد رفضت الوثيقة وجهة النظر القائلة بأن إنشاء وطن قومي لليهود هو الواجب الأساسي لنظام الانتداب.

وقد تعرَّضت هذه السياسة لنقد عنيف من بعض الساسة البريطانيين الذين رأوا فيها اتجاهًا إلى تخلِّي الحكومة البريطانية عن التزاماتها الواردة في صك الانتداب. كذلك قدَّم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015