اليهودية الإنجليزية) مواقف مماثلة. وأعرب مؤتمر الحاخامات الأمريكيين المركزي عن معارضته التفسير الصهيوني لليهودية باعتبار أن الصهيونية تؤكد الانتماء القومي. وعارض حاخام فيينا (مسقط رأس هرتزل) فكرة إنشاء دولة يهودية لأنها فكرة معادية لليهود وتُرجع كل شيء إلى العرق والقومية. وقد تبنت اللجنة اليهودية الأمريكية موقفًا مناهضًا للصهيونية عام 1906م، ثم انتهجت نهجًا غير صهيوني استمر حتى أواخر عام 1940م (?).
ولكن هذا لم يعارض تكوين الجناح الأرثوذكسي المتدين لحركة المزراحي (أو المزراشي The Mizrachi) الصهيونية في عام 1902م بقيادة الربِّي إسحاق يعقوب رينز Yitzchak Yaacov Reines (1839 - 1915 م)، للتعبير عن مخاوف المتدينين من سيطرة العَلْمانيين على الحركة الصهيونية (?)، وكما يقول ياكوف رابكن (?): «اكتسب الدين أهمية إضافية بالنسبة إلى الصهاينة مهما كانت ممارستهم للشعائر اليهودية، لأنه يقدم الشرعية التاريخية الوحيدة لحقوق اليهود على أرض إسرائيل» اهـ.
...
بسبب افتقار الصهاينة إلى أية قاعدة قوية بين الجماهير اليهودية، كان عليهم أن يعتمدوا على قوة كبيرة غير يهودية يمكنها الاستفادة منهم ومن خدماتهم، فقدموا أنفسهم من البداية على أنهم يمكنهم أن يلعبوا دور الوسيط بين القوى الاستعمارية من جهة، واليهود من جهة أخرى، لتجنيدهم وتوطينهم في أحد المواقع التي تهم تلك القوى، وقد تم عرض الوساطة دون موافقة الجماعات اليهودية ذاتها. ولكن بمجرد أن نال الصهاينة الموافقة على خطتهم توجهوا إلى الجماعات اليهودية العاجزة، معلنين شرعيتهم الجديدة