ويمكن أن نرى هنا الجذور الحقيقية للمسألة اليهودية؛ إذ إن تحول اليهود إلى أداة استغلال، أو إلى جماعة وظيفية وسيطة، يعني أنهم كانوا يقفون ضد أغلبية طبقات المجتمع لا يرتبط مصيرهم بمصيره، وخصوصًا أن الطبقة التي ارتبطوا بها لم تكن طبقة وطنية، بل طبقة مرتبطة بالنفوذ الأجنبي. ولذا، فحينما ظهرت طبقة بورچوازية وطنية في پولندا، لم يكن بإمكان اليهود أن ينخرطوا في سلكها فظلوا خارجها. كما ارتبطوا بطبقة كانت عمليًا مسئولة عن ضعف پولندا وتَحوُّلها من دولة عظمى إلى دويلة صغيرة ثم عن اختفائها نهائيًا مع بداية القرن التاسع عشر. واختفت طبقة النبلاء مع تقسيم پولندا وتحول كثير من النبلاء إلى مهنيين (?).

ولقد تعرَّض تماسُك يهود اليديشية لعدة هجمات وضربات من الخارج، كانت أولاها هجمات شميلنكي عام 1648م التي بدأت تُخلخل وضع الجماعة اليهودية (?)،

ثم كانت الضربة الثانية تقسيم پولندا (الأول والثاني والثالث) في الفترة ما بين (1772 - 1795م)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015