بنشر هذا الكتيب للإعلام بأنني سأكون من الآن فصاعدًا بين أولئك الذين يقاومون مثل هذه النشاطات السامة لليهود، ولكي أنبِّه المسيحيين أن يكونوا على حذرهم منهم».

وفي رسالته تلك نعت اليهود بأبشع وأقذر الصفات، و «أنهم والأبالسة سواء، إذا قارنا بينهما» (?). وحث النصارى على هدم معابدهم، ومصادرة كتبهم وتلمودهم، ومنعهم من إقامة صلواتهم، «وإذا شاءوا هذا فليصنعوه في مكانهم القديم، أو في مكان آخر لا علم لنا به، نحن المسيحيين» (?).

ثم ختمها بقوله (?): «وفي النهاية أقول لنفسي: إذا كان الله لا يرسل إليَّ (مسيا) (?) من عنده يختلف عن (مسيا) الذي ينتظره اليهود ويعلقون عليه رجاءهم، فأفضل لي لو مُسِخت خنزيرًا، فلا أبقى بعد ذلك إنسانًا» اهـ.

قلت: آمين!!

تقول ريچينا الشريف (?): «المأثور عن لوثر أنه لم يكن مهذبًا في ألفاظه وبخاصة حين يهاجم أعداءه، فاللجوء للتعابير الفظة، بل والقذرة، كانت سمة مميزة لأسلوبه وشخصيته البذيئة. وقد كانت عباراته العامية المعادية للكاثوليكية والفرق الپروتستانتية المنافسة له تفوق في ضراوتها عباراته اليهودية. ولم يكن لوثر مثالًا للتسامح الديني، بل مثالًا لعدم التسامح الذي يصل أحيانًا حد التعصب».

ولقد كان من آخر أقوال لوثر قبيل موته أنه «سيتفرغ للعمل على طرد اليهود من هذه البلاد»، وكان مما قاله كذلك في آخر خطبه: «لا يغيب عنكم أن في البلاد كثيرًا من اليهود، دأبهم الإضرار بكم، ويتسببون في الكثير من الأذى لكم ... والعلاج هو طردهم من البلاد، فهم أعداؤنا صريح العداء» اهـ (?).

...

طور بواسطة نورين ميديا © 2015