رأسي، لذلك فقد تميزت مساكن الجيتو بارتفاعها غير العادي، وقد وصلت في بعض الأحيان إلى عشر طوابق، وكانت بالتالي شديدة الازدحام لدرجة أن أساس أغلب المنازل كان لا يحتمل زيادة عدد الأدوار، وكثيرًا ما كانت تنهار هذه المنازل فوق رءوس السكان، خاصة في احتفالات الزواج التي كانت تتحول إلى نُواح بعد انهيار المنازل التي لا تتحمل كثرة عدد المدعوين.

وأحيانًا كانت منازل اليهود في بعض أحياء الجيتو لها سراديب تحت الأرض، أعدها اليهود لكي يختبئوا فيها في حال الهجوم عليهم. أما عن الحجرات التي كان يعيش فيها اليهود في منازل الجيتو، فقد كانت غير صحية على الإطلاق، ورطبة وكريهة الرائحة، ذلك بسبب ارتفاع المنازل غير العادي في هذه الحارات الضيقة، والذي كان يحجب الشمس والهواء عن الحجرات، ويجعل أقبيتها رطبة. وكانت نوافذ الحجرات ليس لها زجاج، بل كان اليهودي يضع بدلًا منه قطعًا من خشب الأرضية أو الخرق.

واستخدم بعض اليهود حجراتهم كمكان للعمل والسكن معًا؛ ففي الصباح كانت تستخدم كُورَش، وفي المساء مكانًا للنوم» (?).

وكان القانون الداخلي الذي ينظم علاقات اليهود فيما بينهم (في الأمور الدينية والشخصية) هو التلمود. أما علاقات الجماعات اليهودية بعضها بالبعض الآخر، فكان ينظمها قانون تحريم الاستيطان. وكان الجيتو يتمتع بقسط وفير من الإدارة الذاتية، شأنه في هذا شأن كثير من المؤسسات في مجتمعات العصور الوسطى. فكانت تديره هيئة إدارية تصل أحيانًا إلى اثني عشر شخصًا، منتخبة في بعض الأحيان ومعينة في البعض الآخر، وإن كانت القيادات المنتخبة تنتمي إلى مجموعة من الأسر المحدودة. وكانت لهذه المؤسسة (القهال Kahal بين الأشكناز صلى الله عليه وسلمshkenazi Jews (?) ، والماهاماد Mahamad بين السفارد Sephardi Jews (?)) قوة تنفيذية ضخمة، فكانت تقوم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015