وبعد أن ألقينا نظرة سريعة على الإطار الحياتي العام للمجتمعات اليهودية الأوروپية، نتخلل قليلًا إلى داخلها ..
فلقد كان الطابع الديني يسود المجتمع الأوروپي النصراني واليهودي بشكل عام في العصور الوسطى، وكانت السلطة الحاخامية هي المسيطرة في المقام الأول على الجماعات اليهودية، وهي التي كانت تبث سمومها في العامة الجاهلة أتباع كل ناعق، أولئك الذين أخبر الله تعالى عنهم بقوله: {وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لاَ يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلاَّ أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَظُنُّونَ} (?).
فيذكر إسرائيل شاحاك ونورتون ميزفنسكي أن «أهم خاصيتين يهوديتين جديدتين تبلورتا في هذه الفترة هما انغلاق المجتمع اليهودي والانفصال اللاحق لليهود عن كل الأمم الأخرى، ولأول مرة يشار إلى أفراد الأمم الأخرى باسم الأغيار (غير اليهود، وهو لفظ توراتي). والخاصية الجديدة الثانية كانت قائمة على افتراض أن اليهود يجب أن يتبعوا شريعة الكتاب المقدس التي هي الشريعة الحقيقية. ومع ذلك، طوال الجانب الأعظم من هذه الحقبة، كان هناك الكثير من الخلافات حول التفسيرات المختلفة والمتصارعة للشريعة الموجودة في الكتاب المقدس. وفي بعض الأحيان، تحولت هذه الخلافات إلى حروب أهلية. ولم يكن الصراع الطويل الأمد الذي نشب بين الفريسيين والصدوقيين (?) إلا أحدَ أمثلة ذلك» (?).
ويعرِّف الپروفيسور إسرائيل شاحاك هذه الحقبة من التاريخ اليهودي بكل ما تشمله من عقائد بحقبة (اليهودية الكلاسيكية)، يقول (?):
«قد لا يكون هناك تعريف أفضل لليهودية