الدولي الذي يتناسب مع حجمهم، وإحلال التعددية القطبية محل الأحادية الأمريكية المنفردة. إلا أن التحالف مع الولايات المتحدة أمر لا غبار عليه، ولا يمكن التنصل منه. ولكن ما تحاول الولايات المتحدة القيام به في تهميش الدور الأوروپي وإزاحته من كثير من المواقع الحساسة في العالم، وبخاصة الشرق الأوسط، دفع الأوروپيين إلى البحث عن الفرص التي من خلالها يحافظون على مصالحهم ومواقعهم الاستراتيچية، للتعويض عما فقدوه بسبب المنافسة الأمريكية (?).
وخلاصة القول في هذا التباين (الأوروپي-الأمريكي) في ردود الأفعال هو ما لخصه روبرت كيجن في قوله (?): «وكما قال بعض الأوروپيين، فإن تقسيم العمل الحقيقي جاء متمثلًا بتولي الولايات المتحدة مهمة (إعداد وجبة الطعام) واضطلاع الأوروپيين بوظيفة (ترتيب الأطباق وتنظيفها)» اهـ.
...
شنت أمريكا وحلفاؤها الحرب الوقائية على ما سمته بمعاقل الإرهابيين؛ فبدأت بأفغانستان، ثم غرتها الهزيمة السريعة لحكومة طالبان لإعلان حربها على العراق، والتي بدأت في 20 مارس 2003م (?)، وقد خلق مسوغاتها بوش الابن وحاشيته بناء على مصالح سياسية مبيتة كما تقدم.