الجامع الأزهر جمعة، ويستريح جمعة. فلما بني الجامع الحاكمي صار الخليفة يخطب فيه.
ولم تنقطع الجمعة من الجامع الأزهر بالكلية. فلما ولي السلطان صلاح الدين بن أيوب، قلد وظيفة القضاء صدر الدين بن درباس، فعمل بمقتضى مذهبه، وهو امتناع إقامة خطبتين في بلد واحد، كما هو مذهب الشافعي -رضي الله عنه، فأبطل الخطبة من الجامع الأزهر، وأقرها بالجامع الحاكمي لكونه أوسع، فلم يزل الجامع الأزهر معطلا من إقامة الخطبة فيه إلى أيام الظاهر بيبرس، فتحدث في إعادتها فيه، فامتنع قاضي القضاة ابن بنت الأعز وصمم، فولى السلطان قاضيا حنفيا، فأذن في إعادتها فأعيدت.