وولي ديوان الإنشاء مكانه فتح الدين بن عبد الظاهر، وهو أول من سمي كاتب السر، وسبب ذلك ما حكاه الصلاح الصفدي أن الملك الظاهر رفع إليه مرسوم أنكره، فطلب محيي الدين بن عبد الظاهر وأنكر عليه، فقال: يا خوند (?) ، هكذا قال لي الأمير سيف الدين بن بلبان الدوادار، فقال السلطان: ينبغي أن يكون للملك كاتب سر يتلقى المرسوم منه شفاها -وكان قلاوون حاضرا من جملة الأمراء- فوقرت هذه الكلمة في صدره، فلما تسلطن اتخذ كاتب سر، فكان فتح الدين هذا أول من شهر بهذا الاسم؛ وكان هو والوزير لقمان بين يدي السلطان، فحضر كتاب، فأراد الوزير أن يقرأه، فأخذ السلطان الكتاب منه، ودفعه إلى فتح الدين، وأمره بقراءته، فعظم ذلك على ابن لقمان؛ وكانت العادة إذ ذاك ألا يقرأ أحد على السلطان كتابا بحضرة الوزير. واستمر فتح الدين في كتابة السر إلى أن توفي أيام الأشرف خليل.

فولي مكانه تاج الدين بن الأثير إلى أن توفي.

وولي شرف الدين بن عبد الوهاب العمري، ثم نقله الناصر في سنة إحدى عشرة وسبعمائة إلى كتابة السر بدمشق.

وولي مكانه علاء الدين بن تاج الدين بن الأثير إلى أن فلج.

وولي محيي الدين بن فضل الله، وولده شهاب الدين معينا له لكبر سنه، ثم صرفا.

وولي شرف الدين بن الشهاب محمود ثم صرف، وأعيد ابن فضل الله وولده شهاب الدين ثم صرفا إلى الشام.

وولي علاء الدين بن فضل الله أخو شهاب الدين، فاستمر في الوظيفة نيفًا وثلاثين سنة إلى أن مات سنة تسع وستين وسبعمائة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015