عمر بن الخطاب يستمده، فأمده عمر بأربعة آلاف رجل، على كل ألف رجل منهم رجل، وكتب إليه: إني قد أمددتك بأربعة آلاف رجل على كل ألف رجل منهم رجل مقام الألف: الزبير بن العوام، والمقداد بن الأسود، وعبادة بن الصامت، ومسلمة بن مخلد. واعلم أن معك اثني عشر ألفًا، ولا يغلب اثنا عشر ألفًا من قلة.
وكانوا قد خندقوا حول حصنهم، وجعلوا للخندق أبوابًا، وجعلوا سكك الحديد موتدة بأفنية الأبواب. فلما قدم المدد على عمرو بن العاص أتى إلى القصر، ووضع عليه المنجنيق -وكان على القصر رجل من الروم يقال له الأعيرج واليًا عليه، وكان تحت يدي المقوقس- ودخل عمرو إلى صاحب الحصن، فتناظرا في شيء مما هم فيه، فقال: أخرج وأستشير أصحابي، وقد كان صاحب الحصن أوصى الذي كان على الباب: إذا مر به عمرو أن يلقي عليه صخرة فيقتله، فمر
عمرو وهو يريد الخروج برجل من العرب، فقال: قد دخلت فانظر كيف تخرج، فرجع عمرو إلى صاحب الحصن، فقال: إني أريد أن آتيك بنفر من أصحابي، حتى يسمعوا منك مثل الذي سمعت، فقال العلج في نفسه: قتل جماعة أحب إلي من قتل واحد، فأرسل إلى الذي كان أمره بقتل عمرو، ألا يتعرض له، رجاء أن يأتي بأصحابه فيقتلهم. وخرج عمرو، فلما أبطأ عليه الفتح، قال الزبير: إني أهب نفسي لله، أرجو أن يفتح الله بذلك على المسلمين، فوضع سلمًا إلى جانب الحصن من ناحية سوق الحمام، ثم صعد، وأمرهم إذا سمعوا تكبيره أن يجيبوه جميعًا، فما شعروا إلا والزبير على رأس الحصن يكبر معه السيف، وتحامل الناس على السلم حتى نهاهم عمرو خوفًا من أن ينكسر. فلما اقتحم الزبير، وتبعه من تبعه، وكبر وكبر من معه، وأجابهم المسلمون من خارج، لم يشك أهل الحصن أن العرب قد اقتحموا جميعًا، فهربوا، فعمد الزبير وأصحابه إلى باب الحصن ففتحوه، واقتحم المسلمون الحصن؛ فلما خاف المقوقس على نفسه ومن معه؛ حينئذ سأل عمرو بن العاص