وعلى المتعلم بعد أن يصير عالمًا أن يٌرى حسن السمت في كل حياته وأن يتحلي به ففي شعب الإيمان " قد كان الرجل يطلب العلم فلا يلبث أن يٌرى ذلك في تخشعه وهديه ولسانه وبصره ويده " (?).
وخير من اهتدينا بهديه وسمته ودله ومشيه وحركاته ونومه وكل أفعاله نبينا - صلى الله عليه وسلم - , وكانت السيدة فاطمة - رضي الله عنها وأرضاها - أقرب الناس من سمت النبي - صلى الله عليه وسلم - , كما قالت السيدة عائشة أم المؤمنين - رضي الله عنها - (?).
من هنا ترجع أهمية هذا الكتاب الذي يحث فيه ابن أبي الدنيا على التحلي بالصمت وقام السيوطي - رحمه الله - باختصاره وأضاف كثيرًا من الأحاديث والأبيات الشعرية إليه لتكتمل الفائدة , فقمت بإخراج هذا الكتاب مرة أخرى وبشكل جديد معتمدًا فيه على نسختين مخطوطتين , بعد أن أخرجه نجم عبد الحمن خلف عام 1987 م وطبعته دار المأمون للتراث بدمشق , أما كتاب الصمت فقد حقق أكثر من مرة تحت اسم ... " الصمت وحفظ اللسان " تحقيق وتعليق محمد أحمد عاشور طبعته دار الاعتصام سنة 1406 هـ , في 365 ص.
ومرة تحت اسم " الصمت وآداب اللسان " دراسة وتحقيق نجم عبد الرحمن خلف طبعته دار الغرب الإسلامي سنة 1406 هـ بيروت في 754 ص.
وأخرى قام بتحقيقه أبو إسحاق الحويني , وطبعته: دار الكتاب العربي 1410هـ , تحت اسم "الصمت وآداب اللسان " , واعتمدت في مقابلة " حسن السمت في الصمت " بكتاب " الصمت على طبعة مؤسسة الكتب الثقافية 1414هـ - 1993م بتحقيق: محمد عبد القادر عطا.