الْمولى عَلَيْهِ ودرء الْمَفَاسِد عَنهُ بِدَلِيل قَول مُوسَى لِأَخِيهِ هَارُون {اخلفني فِي قومِي وَأصْلح وَلَا تتبع سَبِيل المفسدين} فَإِن كَانَا متساويين من كل وَجه تخير بَينهمَا وَيحْتَمل أَن يقرع دفعا لتأذي من يُؤَخر مِنْهُمَا
89 - وَإِن كَانَ أَحدهمَا أصلح تعيّنت ولَايَة الْأَصْلَح على الصَّالح إِلَّا أَن يكون الْأَصْلَح بغيضا إِلَى النَّاس أَو محتقرا عِنْدهم وَيكون الصَّالح محببا إِلَيْهِم أَو عَظِيما فِي أَعينهم فَيقدم الصَّالح على الْأَصْلَح لِأَن الإقبال عَلَيْهِ مُوجب للمسارعة إِلَى طواعيته وامتثال أمره فِي جلب الْمصَالح ودرء الْمَفَاسِد فَيصير حِينَئِذٍ أرجح مِمَّن ينفر عَنهُ لتقاعد أعوانه عَن المسارعة إِلَى مَا يَأْمر بِهِ من الْمصَالح وَدفع الْمَفَاسِد فَيصير الصَّالح بِهَذَا السَّبَب أصلح
90 - وَإِذا اجْتمع اثْنَان يصلحان لولاية الْأَحْكَام فَإِن تَسَاويا من كل وَجه ولينا كل وَاحِد قطرا إِن شغرت الأقطار وَإِن كَانَت مشحونة بالقضاة والحكام تخيرنا بَينهمَا أَو ولينا كل وَاحِد جانبا من جَوَانِب الْبَلَد أَو أقرعنا بَينهم