فالمسلم إذا استقام لسانه استقامت جوارحه، وأما من أطلق عنان ذلك الأمر، ودخل لسانه في معصية الله، وخاض في أعراض الناس؛ فإنَّ جوارحه ستعصي وتنتهك حرمات الله، وقد جاء عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -: ((إذا أصبح ابن آدم، فإنَّ الأعضاء كلها تُكفِّر (?) اللسان فتقول: اتق الله فينا فإنما نحن بك، فإن استقمت استقمنا، وإن اعوججت اعوججنا)) (?) .
أخي المسلم الكريم، تذكّر دائماً وقوفك عند الله وأنت عريان، فلا تطلق لسانك، وكن عليه رقيباً.
اللسان دليل على كمال عقل الإنسان أو نقصانه، فمن أفلت لسانه دل على نقصان عقله فأكثر الناس كلاماً ولغواً هم أقلهم عقولاً، تمعّن جيداً فالأمر جد خطير؛ لأنَّه متعلق إما بدخول الجنة أو النار، وهذا ما نرجوه، وهو العمل على ما يدخل الجنة، وتجنب ما يدخل النار. اللسان يدخل الإنسان الإسلام بكلمة، ويخرج منه بكلمة، ويدخل بذلك النار. تنبه دائماً أنَّ كل كلمة وكل لفظة مسجلة، كم يجلس الإنسان في مجالس، وفي أكثر المجالس يأتون بإنسان ميت ينهشون بلحمه يأكلون أخاهم ميتاً، نعم من يغتاب أخاه المسلم كمن يأكل لحم أخيه ميتاً، فالمسلم له حرمة، وحرمته أعظم من حرمة الكعبة فقد روى ابن ماجه (?) من حديث عبد الله بن عمر قال: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يطوف بالكعبة ويقول: ((ما أطيبك وأطيب ريحك، ما أعظمك وأعظم حرمتك، والذي نفس محمد بيده لحرمة المؤمن أعظم عند الله حرمة منك ماله ودمه وأنْ نظن به إلا خيراً)) .