من أقواله وأفعاله وإقراره وأن الأعمال الظاهرة توزن بميزان الشرع وتحقيق المتابعة لرسول الله صلى عليه وسلم وإلا كان العمل باطلا ويعد صاحبه من أهل الابتداع في الدين وذلك لقوله تعالى: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا} ولقوله صلى الله عليه وسلم "كل عمل ليس عليه أمرنا فهو رد" أي مردود على صاحبه.

ج- أن يكون الداعي إلى الله عالما بما يدعو إليه عارفا بما ينهي عنه مدركا لنتائج عمله متوخيا لمقاصد الشرع في أمره ونهيه ودعوته لقوله تعالى {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ} فإن لم يكن عالما بما يدعو إليه عد جاهلا والبصيرة في الدين من فرائض الإسلام ومن أخص الصفات المطلوبة في الداعي إلى الله.

7- وظيفة الداعي إلى الله وحدود مهمته:

ويرى الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله ومدرسته الإصلاحية أن وظيفة الداعي إلى الله هي البلاغ وإقامة الحج ونشر الدعوة بالقول والفعل والعمل بصدق وإخلاص وإزالة العوائق عن طريق الدعوة حتى تبلغ العامة والكافة وتأمين الدعاة إلى الله وأما قبول الدعوة أو رفضها فهو أمر ليس إليه بل هو من خصائص الألوهية.

ويقسمون الهداية إلى قسمين:

1-هداية إرشاد ودلالة وبيان وهي مهمة الداعي إلي الله والدليل على ذلك قوله تعالى

{وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} وقوله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم {إِنْ عَلَيْكَ إِلَّا الْبَلاغُ} وتتمثل في عرض الحق بدليله ودعوة الناس إليه وإقامة الحجة والبرهان على صدقه ووجوب الأخذ به وبيان مغبة رفضه في الدنيا والآخرة. ومن

قصر في القيام بهذا الواجب تعرض لعقاب الله ومقته.

2- هداية توفيق وإلهام وقبول: وهذه لا يملك الداعي إلى الله من أمرها شيئا ولا يضره من لم يوافق عليها من المدعوين لأن هذا من خصائص الألوهية التي لا يملكها إلى الله وحده، فهو الذي يهدي من يشاء بحكمته ويضل من يشاء بعدله، والدليل على هذا النوع من أنواع الهداية وأنها خاصة بالله وحده قوله

طور بواسطة نورين ميديا © 2015