طريقهم وطريق أتباعهم1.
3-أن الدعوة هي وظيفة من أهم وظائف الإنسان في الحياة وهي وظيفة الرسل عليهم الصلاة والسلام وأتباعهم من المصلحين إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها لقوله تعالى: {وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلا فِيهَا نَذِيرٌ} 2 وقوله تعالى: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي} 3الآية.
وإن من لوازمها العلم والعمل بمقتضاه وإعطاء القدوة الحسنة والسيرة الحميدة وأخذ الناس بالرفق واللين وقد ذكر الشيخ رحمه الله في مجال الحث على الدعوة إلى الله وبيان فضلها إلى جانب الآيات الدالة على أنها منهاج الرسل ووظيفة الأخيار في كل أمة بل كل جيل حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم في فتح خيبر وقوله صلى الله عليه وسلم لعلي بن أبن طالب "فوالله لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم " وذلك للترغيب في القيام بواجب الدعوة وبيان فضلها عند الله وعظيم أجرها فإذا كانت هداية رجل واحد هذا فضلها فكيف بمن يهدي الله على يده الخلق الكثير كما حصل على أيدي المصلحين في مختلف العصور والباب مفتوح للدعاة إلى الله في كل عصر وجيل ما دام إبليس وجنده لا يفترون في إغواء الناس وصدهم عن سبيل الله ويجلبون عليهم بخيلهم ورجلهم.
4- التدرج في الدعوة إلى الله من الأهم إلى المهم وأصول الذين أهم من فرعرعه والفروع بعضها أهم من بعض, وما تعم به البلوى أهم مما يندر وقوعه الظاهر أهم من الخفي. واستدل الشيخ رحمه الله على هذا المبدأ بحديث ابن عباس رضى الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما بعث معاذا إلى اليمن قال له: "إنك تأتي قوما من أهل الكتاب فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله وفي رواية إلى أن يوحدوا الله, فإن هم أطاعوك لذلك فأعلمهم أن الله افترض عليهم خمس صلوات في كل يوم وليلة, فإن هم أطاعوك لذلك فأعلمهم أن