ونزهه عن كل ما تنزه عنه وأقر أنه سبحانه خالق كل شيء فهو الموحد.

ج- توحيد الأسماء والصفات: وهو الإيمان بما وصف الله به نفسه في كتابه وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم من غير تحريف ولا تعطيل ومن غير تشبيه ولا تمثيل واعتقاده أنه سبحانه {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} وقد سبق بيان ذلك في عقيدة الشيخ محمد بن عبد الوهاب , وقد تمحورت وتمركزت بشكل رئيسي في توحيد الألوهية والعبادة كما تناولت بالتحقيق والإيضاح عقيدة السلف الصالح توحيد الأسماء والصفات والأول على جانب علمي عملي عبادي والثاني إيماني معرفي ولهذا فإننا نجد الشيخ رحمه الله نكرر في رسائله وكتبه بأنه إنما يدعوا إلى تحقيق معنى لا إله إلا الله وما تضمنته من نفي وإثبات وقال:"إن التوحيد الذي دعت إليه الرسل من أولهم إلى آخرهم إفراد الله بالعبادة كلها ليس فيها حق لملك مقرب ولا نبي مرسل فضلا عن غيرهم فلا يدعى إلا إياه" كما قال تعالى: {وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُو مَعَ اللَّهِ أَحَداً} 1

فمن عبد الله ليلا ونهارا ثم دعا نبيا عند قبره فقد اتخذ إلهين اثنين ولم يشهد أن لا إله إلا الله لأن الإله هو المدعو كما يفعل المشركون اليوم عند قبر الزبير أو عبد القادر أو غيرهما وكما يفعل هذا عند قبر زيد وغيره ومن ذبح لله ألف ضحية ثم ذبح لنبي أو غيره فقد جعل إلهين اثنين2

بل أكد في أكثر من موضع في كتبه ورسائله بأن هذا النوع من أنواع التوحيد هو الذي وقعت فيه الخصومة بين الرسل وأممهم وأن الكفار الذين قاتلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما قاتلهم على توحيد الألوهية. فإن كفار قريش كانوا يعرفون الله ويعظمونه ويحجون ويعتمرون ويزعمون أنهم على دين إبراهيم الخليل وأنهم يشهدون أن الله

طور بواسطة نورين ميديا © 2015