فائدة"1 وأما عن إسهامه في بناء الدولة السعودية في الدرعية فقد قال الشيخ عثمان بن بشر في تاريخه: "وكان الشيخ محمد بن عبد الوهاب – رحمه الله تعالى – هو الذي يجهز الجيوش ويبعث السرايا ويكاتب أهل البلدان ويكاتبونه والوفود إليه والضيوف عنده والداخل والخارج من عنده. فلم يزل مجاهدا حتى أذعن أهل نجد وتابعوا وعمل فيها بالحق والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وبايعوا, فعمرت نجد بعد خرابها وصلحت بعد فسادها ونال الفخر والملك من آواه وصروا ملوكا بعد الذل والتفرق والقتال , وهكذا كل من نصر الشريعة من قديم الزمان وحديثه فالله يظهر على أعدائه ويجعله مالكا لمن عاداه"2
وفي وصف أثر الشيخ محمد بن عبد الوهاب وحركته الإصلاحية يقول ابن بشر رحمه الله: "وكفى بفضله شرفا ما حصل بسببه من إزالة البدع واجتماع المسلمين وتقويم الجماعات والجمع وتجديد الدين بعد دروسه وقطع أصول الشرك بعد غروسه"3
ولهذا فإن مقام الشيخ من الدعوة ودولتها في الدرعية مقام الرائد الأمين والسياسي المجرب والمصلح الذي يحمل هم أمته وإصلاح مجتمعه والقائد العسكري الشجاع إلى جانب قيادته الفكرية والعملية الإصلاحية التي قامت على التعليم والعمل والحركة والنشاط والممارسة رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته.