من حريملاء والعيينة بين مؤيد له ومعارض لدعوته. وقامت الرابطة في الدرعية على الأخوة في الدين والنصرة على تحقيق التوحيد، وأكدت هذه الحركة على مبدأ عظيم هو مبدأ الولاء والبراء, الولاء لله ولرسوله وللمؤمنين، والبراء من خصوم الدعوة والمعارضين لها من القبوريين وعلماء السوء والأمراء الظلمة. وعلى هذا الأساس قامت الروابط وتحددت الموفق وصهرت عصبيات الجاهلية التي كانت مستحكمة في مجتمع نجد الذي ولدت فيه هذه الدعوة.

* بدأت الرسالة المحمدية بنواة المجتمع المسلم في المدينة المنورة ثم ظلت في صراع مع خصوم هذه الرسالة من قريش وقبائل العرب وغيرهم واستمر هذا المجتمع في جهاده يتوسع ويكسب المواقع لنشر هذا الدين واحدا بعد الآخر حتى جاء نصر الله والفتح. وخضعت قبائل العرب لهذا الدين ودخلوا في دين الله أفواجا، وتمكنت هذه الرسالة من تحقيق مراد الله في خلقه، وإبلاغ دعوته إلى الناس كافة، وظلت في توسيع مستمر حتى اختلت أكثر من نصف الكرة الأرضية.

ودعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب بدأت بمجتمع محدود في عزلة شديدة عن العالم، تكالبت عليه المعارضة وتلاقت على حربه من كل حدب وصوب وظل يصارع هذه المعارضة سنين طويلة حتى أظهره الله عليه، وتحقق لأئمة هذه الدعوة من القوة والسلطان والنفوذ مالم يتوقعه حتى دخل معظم أقاليم الجزيرة تحت نفوذ هذه الدعوة واستطاعت أن تعلن عن نفسها ومبادئ دعوتها في مواسم الحج ومجامع الناس.

وهكذا نجد كثيرا من أعمال إمام هذه الدعوة قد تحققت فيه الموافقة والمتابعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم في كثير من أعماله وتصرفاته.

وقد أشار فضيلة أستاذنا الشيخ أحمد بن حجر آل بوطامي في كتابته عن الشيخ محمد بن عبد الوهاب إلى كثير من هذه الموافقات مما لم يسبق لي أن رأيت أحدا أشار إليه.

ومع الأسف أنني وأنا أخط هذه الأحرف لم يكن ذلك المؤلف الممتاز

طور بواسطة نورين ميديا © 2015