* فإذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد بدأ دعوته بالدعوة إلى التوحيد والإخلاص لله وأول ما أنزل عليه صلى الله عليه وسلم في الرسالة قوله تعالى {يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ قُمْ فَأَنْذِرْ وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ} .. الآيات. فإن دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب بدأت بهذا الأصل العظيم دعت إلى تحقيق التوحيد وتخليصه من شوائب الشرك والبدع والانحرافات وكانت الخصومة بينه وبين قومه في هذا الأصل لاسيما توحيد الألوهية كما كانت خصومة النبي صلى الله عليه وسلم مع كفار قريش في مكة حول هذا الأصل كما قال تعالى: {أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهاً وَاحِداً إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ} .

* وإذا كانت دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم قامت في أول أمرها في مسقط رأسه وبين أهله وأقربائه وسكان بلده وأنه وجد منهم في بدء الرسالة الإعراض والأذى ومحاولة قتله حتى اضطر إلى الهجرة إلى المدينة. فإن الشيخ محمد بن عبد الوهاب قد جهر بدعوته في بلده حريملاء ووجد من أقرب الناس إليه صدودا وإعراضا وأذى حتى اضطر إلى ترك بلده حريملاء والانتقال منها إلى العيينة ثم إلى الدرعية مطرودا خائفا.

* وإذا كان رسول صلى الله عليه وسلم عرض نفسه على القبائل العربية في مواسم الحج يطلب النصرة والتأييد لرسالته ويعد بالنصر والتأييد من الله لمن أيده حتى وجد من يقبل دعوته ويعقد معه البيعة وكان هذا الشرف العظيم لأهل المدينة المنورة من الأوس والخزرج وتم ذلك في بيعتي العقبة الأولى والثانية ثم تلتها الهجرة النبوية إلى المدينة المنورة في كنف الأنصار رضي الله عنهم، فإن الشيخ محمد بن عبد الوهاب اقتدى بنبي الهدى عليه الصلاة والسلام في ذلك فكان يعرض نفسه ودعوته على أمراء بلدان نجد ويعد من يقبلها ويؤازرها بالنصر والتأييد فعرض نفسه ودعوته على أمير العيينة فقبلها في أول الأمر ثم أدرك ضخامة تبعاتها وأحسن من نفسه العجز عن القيام بواجبها وتحمل مسئولياتها ثم أخرج إمامها وحاول قتله فأنجاه الله ثم عرض نفسه على أمير الدرعية الإمام محمد بن سعود فقبلها. وتمت بينهما بيعة شبيهة ببيعة العقبة انتقلت بها الدعوة من طور إلى طور من دعوة فردية إلى مجتمع مسلم بقمته وقاعدته.

* بدأت أعمال رسول الله صلى الله عليه وسلم في المدينة المنورة بالمؤاخاة بين المهاجرين والأنصار

طور بواسطة نورين ميديا © 2015