النجدي في المدينة المنورة وبالإمام محمد حياة السندي وبعض علماء السنة في الحرمين الشريفين واتصاله بالشيخ محمد المجموعي في البصرة وغيرهم من علماء السلف في الاحساء ونجد، وغيرهم ومعاصرته لهؤلاء العلماء الأجلاء الذين كان لهم باع في نشر العلم الصحيح وإنكار البدع والخرافات ومظاهر الشرك في البلاد الإسلامية ومعرفة ما يتم بينهم وبين خصومهم من منازعات واختلافات الأثر الذي حفز التلميذ النجيب على القيام بدور قيادي في هذه الميدان بين أهله وذويه وفي مسقط رأسه ومرابع صباه.

وكان لكثرة مطالعته لكتب التفسير وسيرة السلف الصالح وتاريخ المصلحين ومعرفة الحق بدليله على أيدي شيوخ فضلاء أثر في جعل رؤيته للحق واضحة ونزعته إلى الإصلاح على أصول ثابتة مقررة في الكتاب والسنة وسيرة السلف الصالح وكان لقوته في التمسك بالحق وصلابته في الدعوة وصموده في أيام الشدة وتحديده للسلطة السياسية في عصره لما حدث عن الحق في بعض أمور العقيدة وما ناله منها من الأذى والمحنة ما ثبته على قول الحق صابرا محتسبا مهما كلفه ذلك من أذى وعنت ومشقة حتى كتب الله النصر المؤزر على خصومه الأقوياء في نهاية الأمر، وبقي للناس مثلا حيا في الثبات على الحق والصبر على الأذى فيه فكان مثالا شاخصا حيا لكل مصلح وقائم لله بالحجة على الخلق.

ثم إن نشأته في مدرسة آبائه وأجداده من الحنابلة قد أتاحت له فرصة الاطلاع على سيرة الدعاة والعلماء من الحنابلة وقوتهم في الحق وقيامهم بواجبهم في بغداد ودمشق وفلسطين وغيرهما وصراحتهم في إنكار المنكر والدعوة إلى الله. كما أتاحت له مدرسة فقه الحنابلة الاطلاع على كتابات إمامين عظيمين من أئمة الحنابلة هما شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم رحمهما الله بما يمثلانه من تيار الإسلامي دافق ونزعة إصلاحية.

فهذه الروافد السالفة الذكر من أهم العوامل التي أثرت في فكر الإمام محمد بن عبد الوهاب والتي حددت له معالم طريق الإصلاح الديني والاجتماعي

طور بواسطة نورين ميديا © 2015