"والأمر الثاني أن هذا الذي أنكروا علي وأبغضوني وعادوني من أجله إذا سألوا عنه كل عالم في الشام واليمن أو غيرهم يقول: هذا هو الحق وهو دين الله ورسوله ولكن ما أقدر أن أظهره في مكاني لأجل أن الدولة ما يرضون وابن عبد الوهاب أظهره لأن الحاكم في بلده ما أنكره بل لما عرف الحق اتبعه هذا كلام العلماء وأظن أنه وصلك كلامهم"1
ومن التأثيرات المباشرة لهذا الدعوة الإصلاحية في شبه جزيرة العرب ما أقامه من مدرسة علمية سلفية خالصة وضع نواتها في حريملاء وتعاهد غراسها بعد انتقاله إلى العيينة ووسع قاعدتها وعمق جذورها وتعاهد نموها في الدرعية حتى استطاع أن يبعث من المبرزين منها الدعاة والقضاة والموجهين إلى مختلف الأقاليم النجدية.
وبتوسع نفوذ الدولة السعودية الأولى في أقطار الجزيرة العربية أتيحت فرص أوسع لنشر هذه الدعوة الإصلاحية في البلاد التي وصل إليها الحكم السعودي أو أقام معها علاقة طيبة وحسن جوار مثل قطر والبحرين والإمارات العربية في الشارقة ورأس الخيمة وبقية الإمارات العربية وأجزاء من عمان.
كما أتاح فتح الدولة السعودية لمكة المكرمة والمدينة المنورة وقيادة الحجيج في مواسم الحج والالتقاء بعلماء مكة والمدينة والوافدين إليها في كل عام من علماء العالم الإسلامي عامة وفي جزيرة العرب خاصة فرصا جيدة لنشر هذه الدعوة الإصلاحية وشرح أهدافها وبيان حقيقتها مما جعل لها مكانة مرموقة في أوساط الناس والعلماء والعامة على السواء حتى لم يبق بلد من البلدان في شبه الجزيرة العربية إلا فيها أنصار وأتباع لهذه الدعوة.