على سلطانها والرد على هذه الدعوة الوليدة بكل قوة ليتأدب يناله منه كل من تسول نفسه له الخروج وخلع طاعتها.
وكانت لهذه المعارضة الخارجية دوافعها الخاصة بها ومبرراتها التي تشترك فيها مع المعارضة الداخلية، ويمكن إيجاز أهم دوافع المعارضة الخارجية في النقاط التالية:
1- اعتبار حركة الإصلاح والتجديد في نجد حركة سياسية دينية انفصالية غير مشروعة في ظل خلافة إسلامية قائمة وأنها استولت على أجزاء مهمة من الخلافة العثمانية مثل الحرمين الشريفين وبعض الثغور المهمة وأن في ذلك انتقاصا للخلافة وانتزاعا لبعض ممالكها بغير وجه حق، وهي خطر يهدد بقية أقاليم الخلافة بالانفصال والخروج، ونذير خطر، بتصدع الخلافة وتقطيع أوصالها، وبادرة خطيرة لا يمكن السكوت عليها أو السماح ببقائها.
2- أن المعلومات التي توافرت للمعارضة الخارجية عن هذه الحركة أنها حركة غلاة متطرفين في الدين يستحلون دماء المسلمين وأموالهم وتصدهم عن دينهم، وأن واجب الخلافة العثمانية تطويع هذه الحركة وحفظ دماء المسلمين وأموالهم من خطرها، وتأمين رعاياها من أفكار هؤلاء الغلاة الخوارج على الدين ودولة الخلافة.
3- أن واجب الخلافة العثمانية نصرة أتباعها في المنطقة الذين ظلوا على السمع والطاعة وتعرضوا للأذى في سبيل دينهم والسمع والطاعة لدولة الخلافة.
4- أن الدين يقتضي القضاء على الفئات الخارجية عن الطاعة المفرقة لجماعة المسلمين وإمامهم، والمنكرة لما هم عليه من عقائد ومواضعات موروثة مما هو سائد في كثير من الأقاليم الإسلامية من غير نكير.
هذا ومع أنني تتبعت رسائل الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله وقرأتها أكثر من مرة كما اطلعت على معظم كتابات الشيخ محمد بن عبد الوهاب الأخرى ومؤلفاته ورغبتي الشديدة في معرفة منهجه السياسي في الحكم ورده على ما أثارته المعارضة الخارجية ضد دعوته من أنها حركة انفصالية غير مشروعة عن خلافة إسلامية قائمة مع ما أعرفه من عقيدة أهل السنة والجماعة من وجوب السمع والطاعة لولاة أمر