يقوله باطلا فلماذا لا تدحضونه وتفندون أقواله. وهذا الاعتبار عبر عنه الشيخ محمد في عدة رسائل مثل الرسالة التي بعث بها جوابا للشيخ عبد الله بن سحيم في المجمعة في بيان سبب رفض الشيخ سليمان بن سحيم مطوع أهل الرياض الدعوة ومناصبتها العداء قال فيها رحمه الله: "وذلك أن العامة قالوا له وبأمثاله إذا كان هذا هو الحق فلأي شيء لم تنهونا عن عبادة شمسان وأمثاله فتعذروا، إنكم ما سألتمونا قالوا وإن لم نسألكم كيف نشرك بالله عندكم ولا تنصحونا وظنوا أن يأتيهم في هذا غضاضة وأن فيه شرفا لغيره "1

ولما كان السكوت عما عليه الناس قد حصل حتى قامت الدعوة وفات أوان الأخذ به فلم يبق إلا الاعتراض على الدعوة وشيخها وتأليب الناس ضده، وتبرير جواز ما يمارسونه، ووصف الدعوة الإصلاحية بالغلو والمبالغة في وصف الواقع العملي في مقرها وما حوله.

1- اعتبارات تتعلق بعوائد مالية2:

فإن شيوخ الطرق والصوفيين الموجودين في المنطقة وسدنة القبور وكتاب الطلاسم التي يستشفى بها الناس والتمائم التي تعلق على الأولاد وغيرها لهم ربح مادي من الأفراد والأوقاف على تلك المرافق باعتبارها أعمال بر في نظر أربابها وفي إبطال هذه البدع والقضاء على هذه المظاهر تأثير مباشر على امتيازات وعوائد مالية تدر ربحا على القائمين بهذه الأعمال ليس من السهل التخلي عنها لمجرد دعوة يقوم بها شيخ حديث العهد بالحياة العلمية والاجتماعية، ولأجل هذه المصالح والخوف عليها اشتدت معارضة أصحابها للدعوة الإصلاحية في نجد ورموا صاحبها بكل داهية واتصلوا بشيوخهم في الأمصار لإعانتهم على الشيخ ودعوته بالكتابة ضده وإصدار الفتوى عليه ومحاولة إيقاف مد دعوته. وقد بذلت جهود عظيمة في هذا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015