أمراض مجتمعها تشخيصا دقيقا تتبين منه مواقع الخطأ ومبعث الانحراف ودرجة الخطورة ومن ثم تصف الدواء الناجع لشفاء المجتمع من أمراضه وتعين مواضع الفساد التي يجب أن تعالج وتقدم الدواء بالقدر المناسب بعد اختبار إمكاناتها وقياس درجة قدرتها على تحقيق مرادها في الوقت والمكان المناسبين اسمع صاحب الدعوة وهو يقول: "وأهل العلم يقولون الذي يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر يحتاج إلى ثلاث:

1- أن يعرف ما يأمر به وينهى عنه.

2- أن يكون رفيقا فيما يأمر به وينهى عنه.

3- صابرا على ما جاءه من الأذى وأنتم محتاجون للحرص على فهم هذا

وعمل به1

ثم بين لأتباعه في حوطة السدير خطوات إنكار المنكر وما ينبغي أن يكون عليه من التدرج فيقول في الرسالة نفسها:"الجامع لهذا كله أنه إذا صدر المنكر من أمير أو غيره أن ينصح برفق خفية ما يشترف أحد فإن وافق وإلا استلحق عليه رجلا يقبل منه بخفية فإن لم يفعل فيمكن الإنكار ظاهرا إلا إن كان على أمير ونصحه ولا وافق واستلحق عليه ولا وافق فيرفع الأمر يمنا خفية"2

بل قال في هذه الرسائل نفسها:" وأيضا يذكر العلماء أن إنكار المنكر إذا صار يحصل بسبب افتراق لم يجز إنكاره3

وقال في الرسالة التي بعث بها إلى عبد الرحمن بن عبد الله السويدي في العراق ما نصه:"وأخبرك أني ولله الحمد متبع ولست بمبتدع عقدتي وديني الذي أدين الله به مذهب أهل السنة والجماعة الذي عليه أئمة المسلمين مثل الأئمة الأربعة واتباعهم إلي يوم القيامة لكني بينت للناس إخلاص الدين لله ونهيتهم عن دعوة الأحياء

طور بواسطة نورين ميديا © 2015