صلاح الفرد وإصلاح المجتمع وجعلهما متلازمين لا ينفك أحدهما عن الآخر ولكن العلم يكون موجها وضابطا والعمل يكون تابعا ومحركا فاعلا.

ويوضح هذا الترابط بصورة جلية ما صدر به الشيخ محمد بن عبد الوهاب كتابه القيم المعروف بثلاثة أصول حيث صدر هذا المؤلف بما يتفق والمحور الأساسي للدعوة الإصلاحية وهو ما عبرنا عنه بالمناهج التربوي العام في هذا البحث قال رحمه الله: "اعلم رحمك الله أنه يجب علينا تعلم أربع مسائل الأولى العلم وهو معرفة الله ومعرفة نبيه ومعرفة دين الإسلام بالأدلة، والثانية العمل به، والثالثة الدعوة إليه، والرابعة، الصبر على الأذى فيه. والدليل قوله تعالى: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ {وَالْعَصْرِ إن الإنسان إِنَّ الْإنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ} 1

فهذه المسائل الأربعة التي ذكرها الشيخ في صدر كتابه المعروف بثلاثة الأصول ودليلها هذه السورة التي قال الإمام الشافعي فيها:"لو ما أنزل الله حجة على خلقه إلا هذه السورة لكفتهم"إذ أنها تضمنت الدين كله فدل على مدى الربط الشديد بين العلم والعمل في هذه الحركة الإصلاحية وأنه لا ينفك أحدهما عن الآخر عنده وسيرة الحركة العملية تجسد هذه التلاحم بين العلم والعمل في هذه الدعوة.

5- أنها تربية تعني بالدين والدنيا معا:

فهي لا تعرف الانفصام بين أمور الدين وشئون الحياة ونظام الحكم ولا بين المصحف والسيف ولا بين ما لله وما خلقه بل أنها دعوة إصلاحية كاملة قوية التلاحم بين هذه الأمور كلها وتعني بالأمور الدينية والدنيوية وبأمور الحياة والآخرة وبالماديات والمعنويات على السواء تحقيقا لمراد الله من خلقه ورجوعا بالأمة المسلمة إلى حياة سلفها في الصدر الأول دون زيادة أو نقص وبلا تحريف أو تبديل.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015