وقد أوردوا في مصادرهم عن علي بن أبي طالب أنه مدح الخلفاء الراشدين من قبله فقال –مثلاً- في عمر - رضي الله عنه - في خطبته: " ووليهم والٍ فأقام واستقام حتى ضرب الدين بجرانه " (?).قال شراح نهج البلاغة " ... هذا الوالي هو عمر بن الخطاب" (?).

وقال مادحاً عثمان - رضي الله عنه -:" والله ما أدري ما أقول لك؟ ما أعرف شيئا تجهله، ولا أدلك على أمر لا تعرفه، إنك لتعلم ما نعلم ما سبقناك إلى شيءٍ فنخبرك عنه ولا خلونا بشيء فنبلغكه، وقد رأيت كما رأينا وسمعت كما سمعنا وصحبت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كما صحبنا وما ابن قحافة ولا ابن الخطاب بأولى لعمل الحق منك وأنت أقرب إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وشيجة رحم منهما وقد نلت من صهره مالم ينالا " (?).

وهو كلام صريح من علي في مدح عثمان رضي الله عنهما بمدح لا أعرف أحداً من الصحابة ولا من بعدهم إلى يوم الناس هذا مدح عثمان - رضي الله عنه - بمثل هذا الكلام، وهو إقرار صريح منكم بقرب وفضل الصديق والفاروق وعثمان من الحق.

ثم تأمل نفي أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها لتلك الوصية وغيرها: فعن الأسود قال: ذكروا عند عائشة أنّ علياً رضي الله عنهما كان وصياً فقالت:"متى أوصى إليه وقد كنت مسندته إلى صدري. أو قالت: حجري فدعا بالطست فلقد انخنث في حجري فما شعرت أنه قد مات فمتى أوصى إليه" (?).

فعائشة رضي الله عنها لم تنفِ صدور مطلق الوصية منه - صلى الله عليه وسلم - إذ ثبتت وصيته - صلى الله عليه وسلم - بإخراج المشركين من جزيرة العرب وإجازة الوفد وتجهيز جيش أسامة - رضي الله عنه -،وإنما نفت الوصية لعلي - رضي الله عنه - سواء أرادت نفي وصيته - صلى الله عليه وسلم - بفدك أو باستخلافه - رضي الله عنه -.

وهذا يدلنا على عمق امتداد هذه الشبهة ووقوعها في وقت مبكر، ومحاولة بعض الناس استغلالها في مشاريعهم المشبوهة ضد الإسلام من خلال بث الشبهات والشهوات في الأمة، لذا طالما سئل علي - رضي الله عنه -:هل خصكم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بشيء؟ فقال: لا؟

طور بواسطة نورين ميديا © 2015