1779- حدثنا محمد بن الصباح، أبنا مَرْوَانُ، عَنْ عَوْفٍ، ثنا أَبُو رَجَاءٍ الْعُطَارِدِيُّ، ثنا عِمْرَانُ بْنُ حُصَيْنٍ قَالَ: ((كُنَّا مَعَ رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفرٍ، وَإِنَّا سِرْنَا لَيْلَةً حَتَّى إِذَا كَانَ في آخِرُ اللَّيْلَةِ وَقَعْنَا تِلْكَ الْوَاقِعَةُ وَلا وَقْعَةَ عند المسافر أحلى مِنْهَا، فَمَا أَيْقَظَنَا إِلا حَرُّ الشَّمْسِ، وَكَانَ أول من استيقظ فلان ثم فُلانٌ ثُمَّ فُلانٌ - -[41]- فَسَمَّاهُمْ أَبُو رَجَاءٍ وَنَسِيَهُمْ عَوْفٌ- وَعُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ الرَّابِعُ، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ إِذَا نَامَ لَمْ نُوقِظْهُ حَتَّى يَكُونَ هُوَ الَّذِي يَسْتَيْقِظُ؛ لأَنَّا لا نَدْرِي مَا يَحْدُثُ لَهُ فِي نَوْمِهِ، فَلَمَّا اسْتَيْقَظَ عُمَرُ فَرَأَى مَا قَدْ أَصَابَ النَّاسُ -وَكَانَ رَجُلا جَلِيدًا أَجْوَفَ- جَعَلَ يُكَبِّرُ وَيَرْفَعُ صَوْتَهُ بِالتَّكْبِيرِ حَتَّى اسْتَيْقَظَ بِصَوْتِهِ رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما استيقظ شكا الناس إليه الذي أصابهم، قال: لا ضَيْرَ -أَوْ قَالَ عَوْفٌ: لا يَضِيرُ- فَارْتَحَلُوا. فَسَارَ غَيْرَ بعيدٍ، ثُمَّ نَزَلَ فَنُودِيَ بِالصَّلاةِ فَصَلَّى بِالنَّاسِ، فَلَمَّا سَلَّمَ إِذَا هُوَ برجلٍ مَعَهُ لَمْ يُصَلِّ فِي النَّاسِ، فَقَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما لَكَ يَا فُلانُ لَمْ تُصَلِّ فِي النَّاسِ؟ فَقَالَ: أَصَابَتْنِي جَنَابَةٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَلا مَاءَ. قَالَ: عَلَيْكَ بِالصَّعِيدِ؛ فَإِنَّهُ يَكْفِيكَ)) .