وأمّا شجاعته صلى الله عليه وسلم: فقد كان في ذلك بالمكان الّذي لا يجهل (?) .
بذلك وصفه من عرفه، فقد حضر المواقف الصّعبة، وفرّ الكماة منه غير مرّة، وهو ثابت لا يبرح، ومقبل لا يتزحزح، كما سبق في يوم (أحد) ، ويوم (حنين) (?) .
وثبت عن عليّ رضي الله عنه أنّه قال- وهو البطل المقدام واللّيث الضّرغام-: كنّا إذا حمي الوطيس، واشتدّ البأس، واحمرّت الحدق؛ اتقينا برسول الله صلى الله عليه وسلم/، فما يكون أحد أقرب إلى العدو منه، وكان أشجعنا من كان أقرب إليه (?) .
وسبق قول العّباس رضي الله عنه في يوم (حنين) : وأنا آخذ بلجام بغلته صلى الله عليه وسلم، أكفّها إرادة أن لا تسرع (?) .
وقول البراء بن عازب رضي الله عنهما: لكنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يفرّ، ولقد رأيته على بغلته البيضاء، وابن عمّه أبو سفيان آخذ بلجامها يكفّها وهو يقول:
«أنا النّبيّ لا كذب، ... أنا ابن عبد المطّلب»
فما رئي [من النّاس] يومئذ أشد منه صلى الله عليه وسلم (?) .