وجه الحجّة على النّصارى، بقوله تعالى: إِنَّ مَثَلَ عِيسى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ [سورة آل عمران 3/ 59] : إنّ شبهتهم فيه كونه خلق من أمّ بلا أب، فاحتجّ الله عليهم بأنّ آدم خلق من غير أمّ ولا أب، وليس بابن الله اتّفاقا.
قال العلماء: والقسمة تقتضي أربعة أقسام:
قسم خلقه الله/ من غير أمّ ولا أب، وهو آدم عليه السّلام.
وقسم بعكسه، وهو سائر ذرّيّته.
وقسم من أب بلا أمّ، وهي حوّاء.
وبقي القسم الرّابع، فأبرزه الله في عيسى عليه السّلام.
قال العلماء: إذا شهد الرّسول صلى الله عليه وسلم لبعض أصحابه بفضيلة عليهم وجب القطع بأنّه أفضل منهم في تلك الفضيلة، فيجب أن نقطع بأنّ أبا عبيدة أفضل من أبي بكر وعمر وغيرهما في فضيلة الأمانة.
وأنّ أبا ذرّ حيث قال فيه: «أصدقكم لهجة أبو ذرّ» (?) فصار أفضل منهم جميعا في تحرّي الصّدق.
وأنّ عليّا أقضاهم، حيث قال: «أقضاكم عليّ» (?) .
وأنّ معاذا أعلمهم بالحلال والحرام حيث وصفه بذلك (?) .
وأنّ زيدا أفرضهم حيث وصفه أيضا بذلك (?) .