وأمّا غزوة الطّائف: فإنّه صلى الله عليه وسلم توجّه إليها لقتال من شرد إليها من (حنين) ، ومرّ على طريقه بحصن مالك بن عوف النّصريّ السّابق ذكره، قائد هوازن، فهدمه، ثمّ ارتحل، فحاصر أهل (الطّائف) بضعا وعشرين ليلة من شهر شوّال، وقاتلهم قتالا شديدا، فلم يظفر بهم، بعد أن رماهم بالمنجنيق، وحرّق أعنابهم، فلمّا انصرف قيل له: ادع عليهم، فقال: «اللهمّ اهد ثقيفا وائت بهم» (?) .
فهداهم الله بدعوته، فأتوا إلى (المدينة) مسلمين، بعد أن تقدّم قبلهم مالك بن عوف فأسلم، ثمّ رجع إليهم، فدعاهم إلى الله، وأتى بهم إلى النّبيّ صلى الله عليه وسلم مسلمين، ومن شعر مالك بن عوف حين أسلم، [من الكامل] (?) :
ما إن (?) رأيت ولا سمعت بمثله ... في النّاس كلّهم كمثل محمّد
أوفى وأعطى للجزيل إذا اجتدي ... ومتى تشأ يخبرك عمّا في غد
وإذا الكتيبة عرّدت أنيابها ... بالسّمهريّ وضرب كلّ مهنّد (?)
فكأنّه ليث على أشباله ... وسط الهباءة خادر في مرصد (?)
وفي «صحيحي البخاريّ ومسلم» ، عن عبد الله بن عمر بن