ثمّ قسم رسول الله صلى الله عليه وسلم بين المسلمين، وكانوا مئة فارس وأربع عشرة مئة راجل، فجعل للفارس ثلاثة أسهم؛ سهما له وسهمين لفرسه.
ولم يغب أحد من أهل (الحديبية) عن (خيبر) إلّا جابر بن عبد الله، فأسهم له النّبيّ صلى الله عليه وسلم.
وقدم عليه جعفر في مهاجرة (الحبشة) بعد الوقعة، وقبل القسمة، فأسهم لهم النّبيّ صلى الله عليه وسلم.
ولمّا أقبل جعفر، قام النّبيّ صلى الله عليه وسلم فقبّل بين عينيه واعتنقه، وقال: «ما أدري بأيّهما أسرّ: بفتح (خيبر) أم بقدوم جعفر؟» (?) .
وحدث للمسلمين من فتح (خيبر) الرّخاء العظيم، وكانت مع المهاجرين منائح (?) من الأنصار، فردّوها عليهم.
قال ابن عمر: ما شبعنا من التّمر حتّى فتحنا (خيبر) (?)
وعامل النّبيّ صلى الله عليه وسلم يهود (خيبر) على أن يعملوها، ويكفوا المسلمين مؤونتها ما داموا مشغولين بالجهاد، ولهم نصف ما يخرج منها من الثّمار.
وأهدت امرأة من اليهود (?) للنّبيّ صلى الله عليه وسلم شاة مشويّة مسمومة، وطعاما مسموما، وأكثرت من السّمّ في الذّراع، لما بلغها أنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم كان يعجبه الذّراع، فلمّا أكلوا منها، ورفع النّبيّ صلى الله عليه وسلم الذّراع