وكان صلى الله عليه وسلم ينقل معهم التّراب على عاتقه، ويكابد معهم النّصب والجوع.
ويرتجز معهم بأبيات عبد الله بن رواحة، [من الرّجز] (?) :
والله لولا الله ما اهتدينا ... ولا تصدّقنا ولا صلّينا
فأنزلن سكينة علينا ... وثبّت الأقدام إن لاقينا
إنّ الّذين قد بغوا علينا ... إذا أرادوا فتنة أبينا
ويمدّ بها صوته: أبينا أبينا.
وكانوا يرتجزون، [من الرّجز] (?) :
نحن الّذين بايعوا محمّدا ... على الجهاد ما بقينا أبدا
فيجيبهم [صلى الله عليه وسلم] :
«اللهمّ لا عيش إلّا عيش/ الآخره فاغفر للأنصار والمهاجره»
وأصله: «اللهمّ إنّ العيش عيش الآخره، فاغفر للأنصار- بالنّقل- والمهاجره» .
وفي «الصّحيحين» ، عن البراء بن عازب [رضي الله عنهما] : رأيت النّبيّ صلى الله عليه وسلم ينقل من تراب الخندق حتّى وارى [عنّي] الغبار جلدة بطنه، وكان كثير الشّعر- أي شعر أعالي الصّدر- لأنّه صلى الله عليه وسلم كان دقيق المسربة (?) .