فأمّا أسامة فقال: يا رسول الله، أهلك، والله ما نعلم إلّا خيرا.
وأمّا عليّ فقال: يا رسول الله، لن يضيّق الله عليك، والنّساء سواها كثير، وسل الجارية تصدقك.
فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بريرة، فقال: «يا بريرة، هل رأيت في عائشة شيئا يريبك؟» ، قالت: لا، والّذي بعثك بالحقّ.
قال العلماء: إنّما رأى عليّ رضي الله عنه من النّبيّ صلى الله عليه وسلم انزعاجا وقلقا، فأراد راحة خاطره.
قلت: وممّا يدلّ على أنّهم كانوا يرون انزعاج خاطره أشدّ عليهم من كلّ أمر: أنّ عمر لمّا قال للأنصاريّ: أجاء الغسانيّ؟
قال: بل أشدّ، اعتزل النّبيّ صلى الله عليه وسلم نساءه (?) .
قالت عائشة/: فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم في النّاس واستعذر من عبد الله بن أبيّ (?) ، فقال: «من يعذرني من رجل بلغني أذاه في أهل بيتي؟ فو الله ما علمت على أهل بيتي إلّا خيرا، ولقد ذكروا