عبد المطّلب. فقال النّبيّ صلى الله عليه وسلم: «لأستغفرنّ لك ما لم أنه عنه» ، فنزلت: ما كانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كانُوا أُولِي قُرْبى مِنْ بَعْدِ ما تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحابُ الْجَحِيمِ (?) [سورة التّوبة 9/ 113]- أي: فلم يزل يستغفر له حتّى نزلت-/.
وفي «صحيح البخاريّ» أيضا، أنّ العبّاس قال للنّبيّ صلى الله عليه وسلم:
ما أغنيت عن عمّك؟ فإنّه كان يحوطك ويغضب لك، فقال: «هو في ضحضاح من نار، ولولا أنا لكان في الدّرك الأسفل من النّار» (?) . أي: لأنّ كفره كفر إيثار للباطل على الحقّ، مع علمه بذلك وتيقّنه بذلك، وما شاء الله تعالى كان، وما لم يشأ لم يكن.
ثمّ ماتت خديجة رضي الله عنها، بعد موت أبي طالب بثلاثة أيّام. فتضاعف حزنه صلى الله عليه وسلم، ولكن كان الله له خلفا عن كلّ فائت.
ولمّا مات أبو طالب نالت قريش من النّبيّ صلى الله عليه وسلم من الأذى بعد وفاته ما لم تنله به في حياته.
وفي «صحيح البخاريّ» ، عن عروة بن الزّبير، قال: سألت عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما عن أشدّ شيء صنعه المشركون بالنّبيّ صلى الله عليه وسلم؟ فقال: بينما النّبيّ صلى الله عليه وسلم يصلّي في (الحجر) ،