وكان عمر رضي الله عنه، يقول: أبو بكر سيّدنا، وأعتق سيّدنا بلالا (?) . واشترى أيضا عامر بن فهيرة في ستّ رقاب أخر على مثل ذلك (?) .
قال المفسّرون: وفي حقّه رضي الله عنه/ نزلت: وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى. الَّذِي يُؤْتِي مالَهُ يَتَزَكَّى. وَما لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزى. إِلَّا ابْتِغاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلى. وَلَسَوْفَ يَرْضى [سورة اللّيل 92/ 17- 21] (?) .
ولا يخفى دلالة الآية الكريمة أنّ الأتقى هو الأفضل عند الله، لقوله تعالى: إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقاكُمْ [سورة الحجرات 49/ 13] .
وأمّا خبّاب بن الأرتّ: ففي «صحيح البخاريّ» عنه، قال:
. تيت النّبيّ صلى الله عليه وسلم وهو متوسّد بردة، وهو في ظلّ الكعبة، ولقد لقينا من المشركين شدّة، فقلت: يا رسول الله، ألا تدعو الله لنا؟ فقعد وهو محمرّ وجهه، فقال: «لقد كان من قبلكم ليمشط بمشاط الحديد، ما دون عظامه من لحم أو عصب، ما يصرفه ذلك عن دينه، ويوضع المنشار على مفرق رأسه، فيشقّ باثنين ما يصرفه ذلك عن دينه، وليتمّنّ الله هذا الأمر حتّى يسير الرّاكب من (صنعاء) إلى (حضر موت) ، ما يخاف إلّا الله أو الذّئب على غنمه» (?) .